تدفقات الاستثمار الخاص المحلي والاجنبي نحو الاقتصاد الليبي: المعوقات والمتطلبات

أ.د ناصر ميلاد المعرفي

الرسائل خلف الكلمات: تحليل لزيارته بولس

أ. إبراهيم قرادة

استخلاص الدلالات والشخصيات والصراعات من ميزان تغريدات بولس

📌 ربما زيارة الاستكشاف هذه تستدعي هي نفسها الاكتشاف بمحاولة الإجابة عن حيرة وتساؤلات.

📌 تابعت الزيارة القصيرة والمكثفة، السياسية والتجارية، لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشئون أفريقيا مسعد بولس، والذي رافقه فيها نائب مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى (الشرق الأوسط) جوش هاريس، وشارك فيها لقائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في ليبيا جيريمي برنت.

📌 في قراءتي لتغريدات السيد بولس المختصرة، وتغطية السفارة الامريكية، استخلصت بعض الدلالات والمؤشرات في نقاط متداخلة: نوعية اللقاءات ومحتواها والمشاركون من الطرف الليبي، والتقاطعات:

🔸 – السيد بولس هو من أصول عربية مشرقية، وخبرة افريقية (أقدر على الفهم والتعامل)، وقريب من دائرة الرئيس ترامب، مما يوفر فرصة نادرة لمقاربة جديدة وجدية للازمة الليبية.

🔸 – مرافقة نائب مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى (الشرق الأوسط) جوش هاريس.

🔸 – كان السيد بولس في تونس، وقبلها بمدة زار مصر ودول خليجية، وبعدها يزور الجزائر والمغرب.

🔸 – دشن زيارته المكثفة القصيرة بطرابلس فبنغازي، وابتدأت بحكومة الوحدة الوطنية، في طرابلس حيث وقع اتفاق نفطي، وزار معلم ثقافي (السرايا الحمراء والمتحف الوطني)، ثم بنغازي، ليختتمها بلقاء ممثلة الأمين العام السيدة تيتيهن في طرابلس.

📌 – بالإمكان استشفاف مخرجات اللقاء بكلمات الاستهلال والافتتاح لتغريد السيد بولس حول اجتماعاته، حيث يلاحظ استخدامه لتعابير، حسب ترتيب الزيارة:

♦️ ا “Good meeting”/ اجتماع جيد في لقائه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.

♦️ و “Productive discussion” أي نقاش مثمر/منتج، في لقائه رئيس المؤسسة الوطنية للنفط السيد مسعود سليمان.

♦️و “Honored to join” تشرفت بالانضمام إلى المؤسسة الليبية للنفط وشركة هيل الدولية.

♦️ و “Pleased to meet” أي سررت باللقاء/الاجتماع مع رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي.

♦️ و “I was pleased to be received”، “لقد سعدت باستقبالي من قبل المشير خليفة حفتر.

♦️ و”just had a good meeting” لقد عقدتُ للتو اجتماعًا جيدًا مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والمهندس بلقاسم حفتر، والفريق صدام حفتر.

♦️ و “I also held a discussion”، كما أجريتُ كذلك مباحثات مع الفريق ركن صدام حفتر.

♦️ و”Appreciated opportunity to meet” سعدت بفرصة ثمينة/مُقدرة للقاء مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه.

📌 وحسب المصطلح اللغوي والاستخدام السياسي والدبلوماسي، فهناك تراتبية في مدى قوة ولطف 🔖 التعابير المستخدمة، وذلك عنصر أصيل في السياسة والعلاقات الدولية. وتدرجاً، فعبارة “اجتماع جيد” هي عبارة رسمية إيجابية معتدلة، في حين “اجتماع مثمر” تعتبر رسمية واقوى، وتعني مفيد وواعد ووجود تقدم، أما عبارات: “سررت”، “سعدت”، “تشرفت” فهي عبارات مجاملة، اقواها تشرفت.

📌 كما يلاحظ:

🔸 – ان تغريدات زيارات السيد بولس (ترجمتها مرفقة أدناه من موقع السفارة الامريكية)، قد ذكرت أسماء بعض الشخصيات مقرونة بمنصبها الوظيفي، في حين غفلت عن بعض. وفي ذلك قراءة للتقييم الأمريكي المعلن.

🔸 – غاب نائبي المجلس الرئاسي (السيدان عبد الله اللافي وموسى الكوني) عن اللقاء مع السيد المنفي- واعتقد ان ذلك عدم حساب حكيم من قبل المنفي، ليس فقط لأن المجلس الرئاسي ثلاثي حسب الاتفاق والواقع السياسي، بل لان ذلك سيقرأ سلبيا من الجانب الأمريكي.

🔸– وبالمثل، تغييب المستشار عقيلة صالح لنوابه في مجلس النواب، وطبيعة الاجتماع المشتركة غير البرلمانية.

🔸– انقسام المجلس الأعلى للدولة جعله في نظر الكثير مشلول سياسيا، وبالتالي لم يلتق به المستشار الأمريكي.

🔸– غاب رئيس الحكومة (الموازية) أسامة حماد عن جدول زيارات المستشار بولس. وفي ذلك قراءة للتقييم الأمريكي المعلن.

🔸– الفريق صدام حفتر الوحيد الذي التقى المستشار بولس ثلاث مرات، إحداها في لقاء ثنائي خاص، مما يعكس وضع سياسي.

🔸– لم يذكر حضور السيد وليد اللافي وزير الدولة للاتصالات والشؤون السياسية في تغطية السفارة لزيارة كبير المستشارين مسعد بولس ونائب مساعد وزير الخارجية جوش هاريس والقائم بالأعمال جيريمي برنت الى السرايا الحمراء والمتحف الوطني، مع تخصيص جزيل الشكر لمصلحة الآثار الليبية.

🔸– المجال النفطي يحظى باهتمام امريكي خاص حالي ومستقبلي، مع ملاحظة التعامل المباشر مع مؤسسة النفط، دون حضور وزاري ليبي. وفي ذلك رسالة بحساسية مسألة النفط.

🔸 – خلال الزيارة، نشرت السفارة الأمريكية النص التالي: “أخبار كاذبة: تؤكد السفارة أن الادعاءات بأن الولايات المتحدة تسعى إلى نقل سكان غزة إلى ليبيا هي ادعاءات تحريضية وكاذبة تمامًا.” ربما ردا على المتداول في الرأي العام بشأن تهجير سكان غزة إلى ليبيا.

🔸 – بعض اللقاءات نشرت بصور ثنائية وبعضها جماعية وخلال اجتماعات.

🔸– وجود اختلافات تعبيرية بين تغطية الجانب الأمريكي والأطراف الليبية.

🔖 الوحيد الذي نشر كلمته مصورة كان المستشار عقيلة الذي اكد فيها محورية مجلس النواب وانتهاء ولاية حكومة الوحدة الوطنية.

🔸– ذروة اللقاءات باللقاء مع ممثلة الأمين العام السيدة هنا تيتيه نائبتها السيدة ستيفاني خوري وفريق البعثة، بالاستماع إليهم في حوصلة الزيارة، والذي يفهم كدعم للبعثة وجهودها. ((📎 جاء في تغطية موقع البعثة: انه تم بحث المستجدات السياسية والأمنية في ليبيا، وجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا فيما يتعلق بدفع العملية السياسية قُدمًا، ومنها توصيات اللجنة الاستشارية والانخراط مع القيادات الليبية وعموم الليبيين. وان الولايات المتحدة أعربت عن دعمها لجهود الأمم المتحدة في تعزيز العملية السياسية، مع التأكيد على تنسيق الجهود. بجانب مناقشة: التأثيرات السلبية للانقسامات السياسية وعدم الاستقرار الأمني على الاقتصاد الليبي، والإصلاحات الاقتصادية الضرورية لتعزيز بيئة مستدامة للقطاع الخاص وجذب الاستثمار الأجنبي.))

📌 تلخيصا من تغريدات كبير المستشارين والسفارة الأمريكية، يمكن استخلاص النقاط (المعلنة) للقاءات، في:

♦️– أهمية استعادة الهدوء، ومنع العنف، وضمان الاستقرار وتحقيق السلام- في طرابلس وكل ليبيا- في تحديد طرابلس رسالة.

♦️ – دعم، وحدة ليبيا، وسيادتها، واستقرارها.

♦️ – توحيد المؤسسات الرئيسية والجيش.

♦️– دعم والدفع بجهود العملية السياسية والحوار السياسي على أساس التوافق، التي تشرف عليها البعثة الأممية.

♦️– التنمية الاقتصادية، وتوحيد الميزانية.

♦️– تعزيز افاق التعاون الأمريكي الليبي بما يحقق النفع الازدهار المشترك، مرتبط بالاستقرار. ومن ذلك في قطاع الطاقة المهم للاقتصاد الليبي بدعم أهداف ليبيا في إنتاج وتصدير النفط والغاز،

📌 والتي عند مقارنتها بالهواجس الليبية، والتي من أبرزها:

♦️ – استمرار الكيان الليبي (وجوده، سياداته، واستقلاله)، وإمكانيات التقسيم في ظلال أحاديث رسم خرائط جديدة.

♦️– وحدة الدولة الليبية ونوعية اتحادها، ومؤشرات الانقسام إلى إقطاعيات نفوذ لأطراف محلية أو تابعة النفوذ الى الخارج.

♦️– التدخلات الأجنبية العسكرية والسياسية، ودوائر النفوذ والتبعية، والخوف من أن تحويل ليبيا على ساحة حرب بالوكالة.

♦️– الاختلالات الديمغرافية والهوياتية المتزايدة في ظل زحف أمواج الهجرة غير النظامية/غير الشرعية من دول الجوار.

♦️– اهتراء الدولة وبنيتها وخدماتها، وتعاظم الاستخدام المفرط للقبضة الأمنية، وانحدار الوضع الاقتصادي الرسمي بسبب الهدر والفساد، وتراجع مستويات المعيشة وعدم عدالة التوزيع.

♦️ – معالجة انقسام السلطة السياسية والمؤسساتية والعسكرية، وانسداد أفق الحل، بتعنت أطراف متنفذة، مثقلة بجيوش السلاح والمال والإعلام.

📌 يمكن بوضوح ملاحظة وجود تقاطعات فهم وقلق مشترك، غير أن الغائب الأكبر، ومع اعتبار كامل لطبيعة العمل الدبلوماسي المتمثلة في ان لبس كام يجري خلف الأبواب المغلق يصرح به، هو عدم الإشارة على وجود القوات الأجنبية في ليبيا، وكذلك عدم الإشارة إلى مسألة ترحيل مدانين من أمريكا إلى ليبيا.

🔴 رحلة استكشاف زيارة الاستكشاف الأمريكي، والتي هذه حظت باهتمام ليبي واسع، لأنها زيارة ينتظرها الليبيون لمعرفة الموقف الأمريكي تجاه الامة الليبية، وهي زيارة منتظرة طويلا، في ضوء تأخر اهتمام واشنطن بليبيا، لا يمكن الإحاطة بها دون الاقرار وجود أولويات أمريكية أخرى منها: حرب غزة وجوارها اللبناني وامتدادها اليمني، التصادم مع إيران في الخليج، اضطرابات سوريا، الحرب الروسية في أوكرانيا، قضية التعريفات الجمركية الامريكية، قضايا الهجرة والترحيل في أمريكا، الحرب بين الكونغو ورواندا، التوتر مع الصين، وضع حلف الناتو. ويبقى انتظار الليبيين القلق على أمل أن تساعد أمريكا في حل الأزمة الامريكية المعقدة، بالنظر إلى دورها القيادي العالمي وإلى علاقاتهما التاريخية بليبيا.

🔖 فيما يلي ترجمة السفارة الأمريكية لتغريدات كبير المستشارين السيد بولس:

🔸“Good meeting” اجتماع جيد: “اجتماع جيد مع رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في طرابلس. ناقشنا أهمية استعادة الهدوء، ومنع العنف، ودفع الحوار السياسي قدمًا، بينما نعمل معًا على تعزيز التعاون الأمريكي-الليبي بما يعود بالنفع على الأمريكيين والليبيين. كما نتطلع إلى تنمية الصفقات التجارية بين بلدينا.”

🔸“Productive discussion” أي نقاش مثمر/منتج: “أجريتُ حوارًا مثمرًا مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مسعود سليمان، تناولنا خلاله سبل تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وليبيا في قطاع الطاقة. استعرضنا السبل التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها دعم أهداف ليبيا في إنتاج النفط والغاز، وأكدنا على الدور الحيوي الذي تضطلع به المؤسسة الوطنية للنفط في دعم اقتصاد ليبيا.”

🔸“Honored to join” تشرفت بالانضمام: ” تشرفت بالانضمام إلى المؤسسة الليبية للنفط وشركة هيل الدولية (Hill International) في طرابلس بمناسبة توقيع اتفاقية بنية تحتية مهمة بقيمة 235 مليون دولار مع شركة هيل إنترناشيونال. تأتي هذه الشراكة دعمًا لجهود المؤسسة الوطنية للنفط في التحديث وتعزيز إنتاج وتصدير الغاز.”

🔸“Pleased to meet” سررت باللقاء/الاجتماع: “سعدتُ بلقاء رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، حيث تباحثنا حول العملية السياسية والجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في طرابلس وجميع أنحاء #ليبيا. وجددنا تأكيد دعم الولايات المتحدة لوحدة ليبيا ولدفع الحوار السياسي قدمًا على أساس التوافق والحوار بين الليبيين. إن ترسيخ الاستقرار يُعد ركيزة أساسية لتوسيع آفاق التعاون الأمريكي-الليبي وتحقيق الازدهار المشترك.”

🔸 “I was pleased to be received”، لقد سعدت باستقبالي: لقد سعدت باستقبالي في بنغازي من قبل المشير خليفة حفتر. ناقشنا دعم الولايات المتحدة للجهود الليبية لتوحيد المؤسسات وتعزيز السيادة ورسم طريق نحو الاستقرار والازدهار من خلال الحوار السياسي.”

🔸“just had a good meeting” عقدتُ للتو اجتماعًا جيدًا: “لقد عقدتُ اجتماعًا جيدًا مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والمهندس بلقاسم حفتر، والفريق ركن صدام حفتر. تبادلنا الآراء حول جهود التنمية الاقتصادية في ليبيا وسبل تعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وليبيا. كما ناقشنا أهمية دفع العملية السياسية قدمًا والانتهاء من وضع ميزانية موحدة.”

🔸 “I also held a discussion”، كما أجريتُ كذلك مباحثات: “كما أجريتُ كذلك مباحثات مع الفريق ركن صدام حفتر في إطار متابعة زيارته المهمة إلى واشنطن في أبريل. وتناولنا سبل توسيع التعاون وتعزيز الجهود الليبية الرامية إلى توحيد الجيش وبقية المؤسسات الرئيسية. وجددتُ التأكيد على التزام الولايات المتحدة بدعم، وحدة ليبيا، وسيادتها، واستقرارها.”

🔸 “Appreciated opportunity to meet” سعدت بفرصة ثمينة/مُقدرة للقاء: ” سعدت بفرصة ُقدرة للقاء مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه، خلال زيارتي إلى طرابلس. تبادلنا وجهات النظر حول أهمية المضي قدمًا في العملية السياسية في ليبيا، في الوقت الذي يسعى فيه الليبيون إلى بناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.”

🔖 وفيما يلي تغطية إضافية للزيارة من السفارة الأمريكية:

🔸– أخبار كاذبة: تؤكد السفارة أن الادعاءات بأن الولايات المتحدة تسعى إلى نقل سكان غزة إلى ليبيا هي ادعاءات تحريضية وكاذبة تمامًا.

🔸 – كلمة مصورة قصيرة من المستشار بولس، “Together” مع، نبني روابط اقوى: “معًا، نحن نبني روابط أقوى، وندفع مستقبل الطاقة في ليبيا، مما يجعل كلًا من أمريكا وليبيا أكثر ازدهارًا. علم يد علم. تناولت الكلمة: مناشط اقتصادية في مجال الطاقة بين “شريكنا الليبي الشركة الوطنية للنفط والشركة الامريكية هيل إنترناشونال” بتوقيع عقد بقيمة 235 مليون دولار لدعم مشروع التركيبين A , B، مع توقيع مرتقب لمذكرة تفاهم بين المؤسسة الوطنية للنفط واكسون موبيل لإجراء دراسات استكشافية في مناطق الغاز البحرية لتعزيز ليبيا في قدرات ليبيا في قطاع الطاقة، واتفاقية سيتم الانتهاء منها قريبا بين مجمع شركاء شركة الواحة بما في ذلك شركة كونيكو فيليبس الأمريكية لتطوير حقول الواحة النفطية باستثمارات تقدر بملايين الدولارات لمساعدة في تحقيق مضاعفة الإنتاج شركة الواحة. نحن نبني روابط اقوى مما يجعل كل من أمريكا وليبيا أكثر ازدهارا.

🔴 ماذا بعد هذه الزيارة هو ما سيصاغ في واشنطن على طاولة كبيرة ممدد عليها خريطة العالم، الشرق الأوسط بدوائر حمراء!

الاستثمار في رأس المال البشـرى: الشباب الليبي رأس مال بشري مستفاد منه أم مورد بشري مهدور؟

الاستثمـــــــــار في رأس المـــــال البشـرى

أ. د. عازة عمر ابوغندورة

أ. د. عازة عمر ابوغندورة